إن الزواحف بالمغرب، الذي يعود إلى العصر الجيولوجي الثالث، عرف تغييرات عدة نجمت عن التغيرات المناخية والطبوغرافية بالقارات. فقد تمت إثارة فرضية فصل إفريقيا وأوربا بميوسين (Bons, 1973). كما أن ثمة عمليات تبادل عديدة بين القارتين عبر مضيق جبل طارق فضلا عن روافد أخرى من الشرق جاءت لإثراء الوحيش المغربي.
ابتداء من نهاية العصر الجيولوجي الثالث، شرع الوحيش الزاحف على مستوى الامتداد الإبيري – الإفريقي في تشكيل الوضعية الحالية من خلال:
- توافد كائنات شمالية على إثر موجات الجليد؛
- هجرة الكائنات الاستوائية نحو الجنوب؛
- التوسع اللاحق لعناصر الوحيش الإثيوبي.
إن الوحيش الزاحف بالمغرب هو نتاج تحولات وهجرات أفقية وعمودية أتاحت استقرار تجمعات متباينة. هذه التحولات انضافت إلى عوامل محلية مكنت من وسم وحيش يعتبر الأكثر غنى والأكثر تنوعا في كل بلدان شمال إفريقيا.
إن أهمية هذا الوحيش أثارت اهتمام باحثين كثر الذين أنجزوا أدبيات متخصصة وتصنيفات مرجعية (مصنفات المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بالرباط، ومتحف التاريخ الطبيعي بباريس المتحف البريطاني).
وإذا كان مجمل الوحيش الزاحف معروفا، فإن ثمة بعض مظاهر الغموض التي تخص حالة بعض الكائنات (عدم القدرة على ولوج مجالها الحيوي، حيوانات انطوائية جدا، الخ ).
- الوحيش الزاحف الوطني:
منذ نشر اللائحة التي أعدها "Bons" سنة 1970 و"Mellado" والداكي سنة 1988، لم تتوقف المراجعات التصنيفية واكتشاف كائنات جديدة، فضلا عن تعديلات توزيع الجغرافي لعدة أصناف مما ساهم في تغيير لائحة البرمائيات والزواحف بالمغرب. إن اللائحة المقدمة هنا، و التي تعد أكثر شمولية إلى الآن ـ ترصد حوالي 103 نوعا.
- البرمائيات:
تعد البرمائيات، المجموعة الرابطة بين الفقريات البحرية والفقريات البرية، أول مجموعة غزت اليابسة وظلت حياتها، مع ذلك، متأرجحة بين الأماكن البحرية والبرية. وأغلب الضفدعيات بالمغرب تقضي الجزء الأكبر من وجودها في الماء، وهي تشكل مؤشرات بيولوجية ممتازة لتلوث الماء و الهواء.
تمثل البرمائيات بالمغرب حوالي 11 نوعا (من أصل 4016 نوعا على المستوى العالمي) تنتمي إلى صفين: ضفادع مذنبة (Urodèles) بصنفين وعديمات الذنب (Anours) بتسعة أصناف "الجدول". اما الصف الثالثة والتي تشمل البرمائيات عديمة القوائم (Apodes) أو (Gymnophiones)، فهي ليست ممثلة بالمغرب.
للمزيد من المعطيات، يمكن الإضطلاع على الدراسة التاليز : الدراسة الوطني للتنوع البيولوجي للبرمائيات والزواحف.
وستم تحيين هذه الدراسة في أواخر سنة 2021.